--------------------------------------------------------------------------------
(( صرخة رزان )) .... نشيد مـ ــ ـؤثـــ ـر و قصة مبـ ـكـ ــ يـ ــة ...
المنشد عبد اللطيف القاسم
رابط الانشـودة..
رزانوهنــــــــــــــــا قصتهـــــــــــــــا
7
7
7
الطفلة إلى اليسار
فرسان- محمد عبده يامي:
فارقت الطفلة رزان عادل عبدالله سلطان صباح أمس سريرها الأبيض في مدينة الملك فهد الطبية بمدينة الرياض مودعة الحياة نتيجة خطأ طبي دفعت ثمنه رزان حياتها.
الحكاية التي بدأت من مستشفى الملك فهد المركزي بجازان عندما اجرى لها الطبيب عملية وليته لم يجرها مرت الأمور طبيعية بعد اجراء العملية بشهر أو اكثر.. لكن الطفلة كانت تشعر بالآلام وكانت الكارثة من خلال الأشعة عندما اتضح نسيان قطعة قماش في بطنها عند اجراء العملية.
والدها عادل عبدالله أبان بأن وكيل وزارة الصحة د.منصور الحواسي قد اهتم بالقضية بعد اثارة الاعلام لها ونقلت من جازان إلى الرياض ولكن بعد فوات الاوان رغم استقرار حالتها خلال اليومين الماضيين لأن الداء من بدايته اثر على حياة رزان التي فارقت امها واخواتها وزميلاتها اللائى في سنها واهلها وفرسان ،رزان طير من طيور الجنة إن شاء الله.
رحلـــــــــت رزان و فاضت روحها الطاهرة إلى خالقها و مولاها ، بعد أن عانت الآلام و الأوجاع و الغربة ..
رحلـــــــــت رزان ذات التسعة أعوام دون أن تودع زميلاتها و أخواتها و أهلها و فـــــــرسان ..
رحلـــــــــت رزان و لم ترى بعد نتيجة توسلات والدها بأخذ الحق لها ، و لا التعويض ، و أي تعويض يكون فيما جرى
لتلك الطفلة البريئة ؟؟ بعد ان فاضت روحها إلى السماء ..
رحلــــــت رزان و المتهم إلى الآن لم يدان و لن يدان كغيره من المتهمين ..
رحلـــــت رزان و غيرها راحلون لنفس الأسباب ، قد تكون أختك أو أخوك أو بنتك أو ابنك إذا استمر مسلسل الأخطاء الطبية على هذا المنوال ..
رحلــــــت رزان رحمها الله و أسكنها فسيح جناته و ألهم أهلها الصبر و السلوان ..
على مدى أشهرٍ قليلة طالعنا عبر الصحف قصة الطفلة الجيزانية ذات الأعوام التسعة منذ بداية القصة إلى نهايتها
و كيف كانت البداية بأسهل عملية و هي إزالة الزائدة الدودية لكن إهمال الطبيب و الطاقم الطبي المشارك في العملية جعلهم يغفلون عن الكم الهائل من الشاش الذي نسي في أحشاء الطفلة بمقدار عشرين سم إلى الداخل ، لتعود إلى أهلها
فرحة بنجاح تلك العملية ، لكن ذلك لم يدم طويلاً إذ عاودتها الآلام على شكل وخز أبر في مكان العملية فما كان من والدها إلى أن عاد بها إلى المستشفى ليطمئنه الطبيب أن الأمر عادي و أن ماتشعر به الطفلة شيء طبيعي نتيجة للعملية لكن إصرار الوالد على أخذ أشعة لمكان العملية كشف المستور ليعتذر الطبيب ببرود عن هذا الخطأ و أنه سيقوم بإزالته ، لكن المشكلة لم تتوقف إلى هنا فعند إزالة ذلك الدخيل في بطن الطفلة تم أقتطاع جزء من قولونها و إصابة أمعائها الدقيقة بثقوب ، لتدخل في مرحلة جديدة من المرض نتيجة لخطأ تولد عن آخر ، هنا طالب الوالد بنقلها إلى الرياض و تم نقلها و لكن بعد فوات الأوان ، في ليلة وفاتها أيضاً تعبت كثيراً و تم الإتصال على الطبيب ليأتي و يعانيها فأمر الممرضات بإعطائها الفيفادول إلى أن ياتي بالصباح !!
لقد قرأت أنه في خلال أربع سنوات كانت هناك أخطاء طبية تجاوزت الـ 1460 حالة
بمعدل يزيد على الواحدة يومياً ، و هذا العدد المذكور هو فقط للأهالي الذي تقدموا بشكوى
لكن من توفى أو ما زال يحمل عاهة فهم على ما أتوقع أكثر ، و أنا عن نفسي أعرف بعض تلك الحالات ..
لقد شاهد أغلبنا برنامج دوائر الذي أستضاف الكاتب سعد الدوسري و والد الطفلة
و الدكتور الذي أتابع حالة الطفلة في مستشفى الملك فهد الطبي بالرياض
و هو الدكتور عائض القحطاني ، في هذه الحلقة بكينا بحرقة على تلك المشاهد لرزان
على السرير الأبيض و هي تنشد ( أنا بدوية من السعودية ..) رغم الألم و المعاناة ، و تلك الإبتسامة
البريئة لا تفارق وجهها ..
إن الأخطاء الطبية شائعة في كل دول العالم ، و الإعتراف بالخطأ أول الطرق لتصحيحه
لكن ما يحصل هو التبرير و إعتبار ما حدث بأمر الله لا راد له ..
مما يثلج الصدر ما نشر في صحيفة الجزيرة يوم الجمعة 7/4 الحالي في صفحتها الأولى عن فتح ملف التحقيقات داخل مستشفى الملك فهد المركزي في جازان وشكلت لجنة هناك يرأسها مدير إدارة المتابعة بوزارة الصحة لمعرفة الحقائق حول مكامن القصور والتي توجه إلى مدير عام الشؤون الصحية بجازان المتعلقة بقضية وفاة الطفلة (رزان) والذي تم استدعاؤه من المدينة المنورة حيث كان هناك - كما يذكر الخبر - كما أن وزير الصحة أمر بإيقاف الطبيب وكافة أفراد الفريق الطبي المشارك في العملية الجراحية..
.. هذا الخبر ينبغي أن لا يمر بهدوء علينا ونتوقع كالعادة أن التحقيق سيطول ويتم.. ثم لا يتغير أي شيء بعده !!
لست هنا أقلل من هذا الاجراء المطلوب.. ولكن أنا أستقرئ الواقع الذي نعيشه في مجتمعنا فكم هي عدد الأخطاء الطبية التي تذهب من جرائها أرواح وكم هي عدد الحالات التي أعلن عن عقوبات قاسية تجاه من كان السبب فيها؟!
للكاتبة في جريدة الرياض الدكتورة نورة خالد السعد
رحمك الله يارزان ياذات العينين البريئتين واسكنك فسيح جناتك وجعلك شفيعة لوالديك يوم القيامه